samedi 18 janvier 2014

عون سلطة يكتب: الآمال الملونة

هبة بريس

http://www.hibapress.com/details-15149.html

في سابقة من نوعها، توصلت هبة بريس برسالة من أحد أعوان السلطة، سلط من خلالها الضوء على المشاكل التي يعتني منها أعوان السلطة بصفة عامة، والتي دفعت بهم إلى النزول إلى الشارع من أجل الإحتجاج على أوضاعهم، بحيث أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد منذ مدة وقفات إحتجاجية لأعوان السلطة، يطالبون من خلالها بحلول وقعية للأوضاع المزرية التي تهدد استقرارهم العائلي وتجعل مستقبل أبنائهم مجهولا، وفيما يلي نص الرسالة المذكورة كما توصلت بها هبة بريس:

بقلم أبو سلمى كريم 

نحن الأعوان نستر ألامانا وجراحنا بالصبر والتجلد ، متوهمين أن في ذلك الأجر والثواب، ولكننا عندما خلعنا عذارنا وجدنا الآلام والجراح قد تحولت إلى مسرة وسلامة، كنا نعيش في صمتنا الغربة، والغربة وحدة قاسية، غير أنـها دفعتنا إلى النطق والكتابة، فملأت أحلامنا بأشباح مهنة قصية كئيبة حتى وقفت بنا الحياة على مفترق الطرق، أومأنا إلى الخلف ونظرنا إلى الأمام فإذا بـمرحلة غريبة الشكل والرسوم، متربعة على صدور الأعوان تتموج فيها الأخيلة والأوهام، والآمال المتلونة المعسولة بالكلام، متوشحة بقناع ضباب لطيف ، تحاكي الزمن التائه في الأوحال، ظننا أنـها تخيلات المستقبل، هي بعيدة قريبة منظورة محجوبة ، نـهكنا المسير، فتكلمت أقدامنا الصخور، وهدت قوانا العقبات والأزمات، إلى أن سمعنا صوتا خارجا من الجراح، نابغا من الأحداث، يبحث عن شرائع الإنسان، وعن إنسانية الإنسان في وسط غابة متوحشة، لعلنا نصل ضفة ينابيع الحياة، طال أسرنا في قفص الخبز الحافي، فالتزمنا قواميس الشواعر، وخيال الشعراء ، على مهد معرفة أسرار المخلوقات ، بين أيدي مـحنة الإهمال، نـموت مهملين لا حق لنا في الحق، ولا رزق لنا في الرزق، لأن ثمار تلك المحنة ونتائجها حرمت علينا كل ما يشرفنا، أو يرعانا بلطف اللحظة، يكثر الحديث عن مشاكلنا كلما جلت الأزمة، فيؤجل مطلبنا حتى تنجلي الغيوم في حين أن الغيوم تتجدد وتتعدد ، كل ما نشتهيه من ضروريات الحياة أصبح مذلة وخزي وعار، نـحن الأعوان قد سجنا في ظلمة الأوحال، ومنهجية الإذلال، فقضينا ولساننا منعقد، وعيوننا ناشفة وهي تبتسم، امتلكتنا السكينة فأصغينا صاغرين لعلنا نسمع ضمير المرحلة فنستـفسر قلبها هل نموت عطشا ونحن بجانب مجاري المياه؟ وهل يقتلنا الجوع ونحن وسط حقول هي مهد الحياة وأساس المعيشة، نبوح بـهذه الكلمات من قطرات دمعنا ومن قلب العون الجريح، من أعماق أزمة الذي يريد أن يرى حقيقته وكيانه.

بـهذه المهنة ننادي النهى، ومن جوانب الظلمة المحيطة بـها نرفع اكفنا إلى العلي القدير أن ينبه المسؤولين إلى حالنا ومآلنا، لأننا مواطنون نعتـز بـمواطنتنا، إننا محرومون من كل ما هو اجتماعي ، بل مـحرومون حتى من الحديث أو المطالبة بتصحيح الشوائب التي تطبع مسارنا الإداري الحالي من اقتطاعات وتصريحات والحديث يطول لأن القائمة طــــويلة لازمــــتها هي اللاشيء. 

مـــحكوم علينا بالصمت في زمن أصبح الصمت خيانة. لذلك نطالب بقانون ينظم المهنة حتى يدرك الكل مسؤوليته واختصاصاته لأن الكل حاليا يحاول إنجاز عمله على ظهر العون لأنه لا يكل ولا يمـل ولا يعرف مهامه وأن حياته البعدية من الأحسن أن تختم بالوفاة لأن معاشه لا يتعدى 1000.00 درهم في الشهر لذلك يطالب بقانون أساسي تمشيا مع دولة الحق والقانون التي يرعاها ويحميها صاحب الجلالة نصره الله وأيده، حتى يقوم الكل بالعمل الموكول إليه لأننا جميعا في خدمة هذا الوطن العزيز .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire